تُعدّ مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي يمر بها كل من الآباء والأبناء، فهي فترة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية والعاطفية، وخلال هذه المرحلة، يواجه المراهقون صراعات داخلية وخارجية، مما قد يُصعّب على الآباء فهم سلوكياتهم والتواصل معهم.
السباحة ضد التيار دومًا لا تجني سوى المتاعب، والمنطق هُنا يقول إنه لا جدوى من بذل طاقة بلا فائدة، فبدلًا من شكواك أنك تبذل قصارى جهودك في تهذيب أبنك المُراهق دون نتائج ملموسة، لذلك، يقدم لنا الدكتور أحمد الهلالي، الاخصائي النفسي في السطور التالية 12 نصيحة ذهبية للتعامل مع أبنائك المراهقين بذكاء وحكمة، لِتخطّوا معًا هذه المرحلة بنجاحٍ وتَوَدّد.
12 نصيحة للتعامل مع المراهقين
1- تشجيعهم على تحمل المسؤولية
ينبغي أن يترك الأهل لهم مجالًا حتى لا يتحولوا إلى أشخاص اتكاليين، وأن يولى الأبناء بعض المهام والمسؤوليات تحت مراقبة الأهل خُطوات إتمامها وتعاملهم مع تلك المهام بهدوء.
2- تكوين علاقة صداقة معهم
تكوين علاقة صداقة بين الأهل وأبنائهم المراهقين أمر يُساعد على إنشاء لغة حوار مشتركة بُنيت على يسر وتفاهم وصوت هادئ، ويحد من الصراعات التي قد تنشب بين الأجيال، لا سيما مع وجود فجوة كبيرة ظهرت مؤخرًا بين الجيل الحديث وجيل كبار السن.
3- تفهم مشاعرهم
في تلك المرحلة يبدأ الانجذاب الذي تحركه الغريزة والتغيرات الهرمونية التي تطرأ على الفرد في تلك الفترة تجاه الجنس الآخر، الأمر الذي يجعل الأهالي دومًا في توتر خوفًا من أن يضر الابن نفسه.
إن وضعت الأسرة بعض ضوابط تربية المراهقين، فلا بأس أن يشعر الأبناء ببعض المشاعر فتلك مرحلة طبيعية قد مر بها الجميع، المُهم هُنا إرشادهم إلى كيفية التصرف حيال تلك المشاعر وما هي حدود الحرام والحلال التي شرّعها الله.
ينبغي العلم بأن من عاش مرحلة المراهقة بطريقة سويّة دون كبت أو تضييق، خرج منها بشخصية ناضجة سوية تعرف القيّم والمبادئ، وقادرة على التعلم من أخطائها.
4- احترام خصوصيتهم
يجهل بعض الأشخاص اُسس احترام خصوصية أبنائهم، بل وقد يشعر بعضهم بضرورة اقتحام حياتهم دون ترك مساحة شخصية لهم، على سبيل المثال: هُناك أشخاص لم يتعلموا ضرورة الاستئذان قبل دخول غرفة أبنائهم وأباحوا لأنفسهم اقتحام الغرف متى أرادوا، ناهيك عن رغبتهم تفتيش الهواتف المحمولة التي تضع الابن في حرج أمام أسرته.
احذروا! لن تولد تلك الأفعال سوى أبناء فاقدين الثقة بكم وبأنفسهم، فهل تتذكرون عندما كنتم تغلقون الأبواب على أنفسكم وتجلسون وحدكم بعض الأوقات للاستماع إلى موسيقى أو التحدُث مع أحد الأصدقاء أو الاختلاء بالنفس، سيفعل ابنكم كذلك أيضًا، فتقبلوا الأمر بصدر رحب، واحترموا خصوصيته دون افتعال المُشكلات.
5- الاحترام المتبادل
هُناك أيضًا بر للأبناء، فدائمًا ما يُسلط المجتمع الضوء فقط على بر الوالدين متناسيين حقوق أبنائهم، فبعض النفوس غير السوية من الأهالي يُقللون من أهمية أبنائهم أو يسبّونهم أمام الجميع، وما إلى ذلك من سلوكيات مُنفرة دون الشعور بالذنب.
القاعدة سهلة وبسيطة ومريحة.. عامل ابنك باحترام وتقدير كي يعاملك باحترام هو أيضًا، ولا تسمحوا لأنفسكم بالخطأ في حق أبنائكم.
6- وضع حدود واضحة
إنّ الكيَل بمكيالين ووضع حدود غير صريحة أمر يتسبب في حدوث العديد من المُشكلات نتيجة سوء الفهم المُتكرر، لذلك ينبغي تحديد معايير مُحددة في المنزل لا يحيد عنها جميع أفراد الأُسرة حتى لا يشعر المراهق أن القوانين تُفرض عليه وحده!
تقبل التغيرات وبناء جسور الثقة أبرز النصائح للتعامل مع المراهقين
7- تقبُل التغيرات التي تطرأ عليهم
لقد كبر ابنك وتغيّر، وسوف يستمر في التغير أكثر وأكثر، لذلك لا تستهزأ بما يطرأ عليه من تغيرات جسدية، فسوف تُلاحظ أنه يتبدل شكلًا وموضوعًا، وكل ما عليك فعله تقبل فكرة التغيير بل وأن تسعد بها، فالآن طفلك الصغير يبدأ أولى خُطواته نحو عالم الكبار.
8- الانتباه إلى العوامل الخارجية المؤثرة على شخصيتهم
فهناك العديد من العوامل المؤثرة الأُخرى التي ينبغي الانتباه إليها وتساعدكم على تخطي مرحلة تربية المراهقين ومشاكلهم، تلك العوامل هي:
• المدرسة: ينبغي أن تحرصوا على حضور اجتماع أولياء الأمور مرة شهريًا على الأقل لمتابعة أهم الأحداث والتأكد من أن المدرسة توفّر بيئة مناسبة وصحية للأبناء.
• الشارع والجيران: على الأغلب سوف تلاحظون رغبة أبنائكم في الاختلاط مع أبناء الجيران، فلا بأس من ذلك إن كان تحت إشرافكم.
• التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي: تؤثر منصات التواصل الاجتماعي والمسلسلات والأفلام التي تُعرض على التلفزيون في شخصية أبنائكم، لذلك ضعوا قوانينَ مُحددة لاستخدامها وشجعوهم على متابعة المنصات والبرامج المفيدة.
9- التعرف على أصدقائهم
للصداقة أثرها الملموس على حياة المراهقين في تلك الفترات، فما رأيكم أن تُصبحوا أصدقاءً لأصدقاء أبنائكم؟ فتأكدوا أن تلك الخُطوة سوف تساعدك على معرفة سلوكيات وأفكار وأخلاق أصدقاء أبنائكم، بالتالي تستطيعون حمايتهم من التعامل مع أصدقاء السوء الذين قد يؤثرون سلبيًا في شخصيات أبنائكم.
10- بناء جسور الثقة
عند إخبار ابنك المراهق بأنه يحظى بثقتك الكاملة سوف تنغرس في نفسه ضرورة الاجتهاد دومًا، فهو سيسعى لبذل قصارى جهده كي ينجح في حياته حتى لا يخذلك ويُحافظ على ثقتك فيه، بعكس التهديد المُستمر الذي سريعًا ما سوف تُلاحظ نتائجه غير الحميدة ظاهرة على شخصيته.
11- المُساندة والدعم وعدم التوبيخ
من المتوقع أن ينجح ابنك أو يخفق في فترة المراهقة، لذلك احذر توبيخه، لا سيما عندما يحكي لك تفاصيل قد أساء فيها التصرف، فحينها من الأفضل أن تعرض عليه بعض الحلول وأن تُحلل معه الموقف، ثم قم بمراقبة استفادته من النتائج لاحقًا.
12- التواصل المُستمر معهم
الحكايات المتبادلة، والنشاطات الترفيهية المشتركة تخلق جوًا من المرونة في الحديث وسيسهل عليكم التواصل وتبادل النقاشات دومًا في كافة الموضوعات.