«جيل الإنترنت».. طرق وحيل اليوتيوبرز لتفعيل دعوات المقاطعة

صورة أرشيفية

يعتبر الجيل الذي نشأ في عصر الإنترنت واحدًا من أكثر الأجيال تأثيرًا في صنع القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة، من خلال استخدام منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث يمتلك هذا الجيل الشاب قدرات تكنولوجية عالية وثقافة رقمية متقدمة، مما يجعلهم قادرين على التأثير في الرأي العام، وفي هذا التقرير سنكتشف كيف يستخدم شباب هذا الجيل «السوشيال ميديا» في الدعوة لمقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل.

قال عمار ناصر، 23عامًا، صانع محتوى، إنه يشارك في تأييد مقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل من خلال «الفيديوهات الكوميدية» التي يفضلها الناس وتجذب الجميع لمشاهدتها، مخصصًا أرباح مشاهدات هذه المقاطع لمساعدة المستضعفين في غزة، مضيفًا:«لازم نقاطع المنتجات اللي ليها علاقة باللي ميتسموش عشان بيساعدوهم والناس دي ضد إخواتنا فأكيد دي أقل حاجة نساعدهم بيها».

وذكرت جويرية حمدي، 18 سنة، أن عدد متابعيها على فيسبوك يتجاوز المليون من الفئات العمرية المختلفة؛ لذلك تقوم ببث مقاطع فيديو عن أهمية المقاطعة، منوهةً:«الفلوس اللي بتدفعها في أي حاجة من حاجات المقاطعة بتوصل لإسرائيل وبتمول أسلحتهم اللي بيهدوا بيها بيوت إخواتنا في فلسطين، احنا مش كلنا هنروح نحارب ولا كلنا اتدربنا نمسك سلاح بس عندنا سلاح اقتصادي كويس وده جزء من الحرب».

إبراهيم إمام، 24 عامًا، صانع محتوى ديني، يحرص على نشر آيات النصر والتثبيت وأخبار تبعث الأمل في النفوس لتشجيع الناس على الاستمرار في المقاطعة، ناصحًا متابعيه أن تخفيض أسعار منتجات المقاطعة ابتلاء من الله لاختبار صدقهم فلا يغتروا بذلك، مذكرًا بقول الله تعالي:«يا أيها الذي آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم»، ومشيدًا بجودة المنتجات الوطنية التي قام بشرائها.

«يمكن مش بإيدك إنك ترفع الظلم عن أهل غزة لكن بإيدك إنك تقاطع كل البراندات اللي أرباحها بتروح لإسرائيل، وبدليل إن فيه ناس قاطعتها الأسهم بتاعتها نزلت، متشاركش في تمن رصاصتهم»، بهذه الكلمات دعت جهاد المحلاوي، 26 سنة، متابعيها إلى مقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل، من خلال مقطع فيديو ذهبت فيه لبعض مطاعم المقاطعة وقبل أن تمد يدها للشراء تظهر صور القتلى والجرحى في غزة تذكرها وتذكر الناس بأن النقود التي تُدفع في هذه المنتجات تتحول لأسلحة يُباد بها المستضعفين في فلسطين.

وقام مجموعة من الشباب بعمل حملة ترويج للمنتجات المحلية لدعم الاقتصاد المصري من خلال منصات التواصل الاجتماعي تحت «هاشتاج» ادعم منتج بلدك، وتقول ميسم مجدي، أحد أعضاء الحملة، إن هدف الحملة الرئيسي هو دعم شركات مصرية لملاك مصريين، معللةً:«فيه فرق بين شركات مصريين وشركات مصرية، أنا لو روحت كمصري فتحت شركة في أمريكا فالشركة سيكون اسمها أمريكية، وأي حد غير مصري فاتح شركة فستكون الشركة مصرية، وفيه فرق بين الناتج القومي والمحلي».

واستكمل هؤلاء الشباب حملاتهم، من خلال إنشاء صفحات على منصات التواصل ذات صلة بموضوع الحملة الرئيسي، والتي من أبرزها صفحة «أصل وفصل الشركة»، التي يكتبون عليها منشورات لتوعية جمهورهم تتضمن اسم الشركة، جنسيتها، مقرها، مؤسسيها، حجم انتشارها، عدد مستخدميها وحجم إيراداتها.

وأوضحت مريم محمد، 22 عامًا، أنها قاطعت المنتجات التي تندرج تحت قائمة «المقاطعة»؛ لرؤيتها أن هذا أقل شيء تستطيع فعله لأهل غزة في ظل عجزها عن فعل أي شيء آخر، مؤكدةً أن هذه المقاطعة تأتي بالنفع، حيث أن شعب مصر مستهلك وامتناعه عن شراء هذه المنتجات سيسبب خسائر كبيرة للشركات، مضيفةً أنها تقوم بتوعية من حولها بعدم شراء هذه المنتجات وتستاء من أولئك الذين لا يؤمنون بتأثير المقاطعة وقوتها، مشيرةً إلى أنه يجب على المنتجات المصرية أن تحسن من جودتها؛ ليتمكن الناس من الاستمرار على المقاطعة، وأن يتوقف الإعلام المضلل عن إحباط الذين يلتزمون بالمقاطعة.

وذكرت فاطمة إيهاب، 25 سنة، أن المقاطعة سوف تستمر للأبد؛ بسبب رسوخ المشاهد التي انتشرت لأطفال مصابة وفي حالة ذعر، والجثث الملقاة في كل مكان، ناصحةً مَن لا يقاطعون بأن يأخذوا هذه الخطوة؛ لأن الأموال التي تربحها هذه الشركات يتم شراء بها معدات للقضاء على كل عناصر الحياة في غزة، مضيفةً:«من المنتجات التي كنت أشتريها هي: ماكدونالدز، شيبسي، بيبسي وكنتاكي، وكل هذا قمت بمقاطعته بعد أحداث غزة»، مؤكدةً أنها وجدت بالفعل منتجات مصرية بديلة مثل: سبيرو سباتس، بيست وتايجر، وطالما أن المنتج مصري فهي تدعمه وبشدة، وأنها لم تتأثر بالعروض التي نزلت على منتجات المقاطعة فهي لديها مبدأ ولن تغيره، بالإضافة إلى رؤيها أن منتج بلدها يستحق الدعم فهناك الكثير منها ذات جودة عالية.

وأبرزت فاطمة سيد، أنها لا تعتقد أن المقاطعة سوف تنتهى بانتهاء الحرب؛ وذلك بسبب تذكر الشعب لما حدث في أهل غزة من جرائم، وأنها ترى مقاطعة الشخص للمنتج هى حرية شخصية لا يجب على أحد إجباره، ومن المنتجات التي كانت تشتريها بكثرة هى «البيبسي» و«الشيبسي»، مكملةً أن المنتجات المصرية تستحق الدعم، فلقد أثبتت جودتها عند تجربتها مرة أخرى وأن الشخص يمكن أن يكرر شرائها مرات عديدة، ومن ضمن هذه المنتجات: «سبيرو سباتس»، «تايجر» وغيرها من المنتجات التي تستحق الدعم حقًا.

خبير تكنولوجي: صناعة المحتوى على السوشيال سلاح المعركة الاقتصادية

من جانبه قال المهندس أحمد طارق، الخبير التكنولوجي، إن للسوشيال ميديا تأثير كبير أقوى من أي سلاح آخر ويمكن أن تقوم عليها حروب إلكترونية تؤدي إلى وقوع دول، مضيفًا أن شباب الجيل الحالي قادر على عمل حملات تحط من شأن أي شيء أو ترفع قدره بسهولة ومَن يستهين بذلك فهو مخطئ، معللًا:«حملات الشباب على السوشيال ميديا دلوقتي ولوغاريتمات المنصات بتهتم بالتفاعل على كل كلمة بتحصل، لو حد كتب بس كلمة مقاطعة والإحصائية بتاعة التريند عدت 1000 هتبقى تريند شائع على فيسبوك وإكس».

وأضاف طارق، أن بعض «التريندات» قد تكون وهمية من حيث الأرقام والمشاهدات التي تتم زيادتها بسيرفرات مدفوعة، ومن الممكن أن تضلل الناس بشائعات وأقاويل غير مصرح بها بطريقة رسمية، مؤكدًا ضرورة أخذ الخبر من مصدره الموثوق، مشيرًا إلى أن هناك حملات لجان إلكترونية على بعض المنتجات لكي تنزل للسوق وتقع أو ترتفع، مختتمًا أن اتحاد صوت الشباب يسهم في إتيان عملية المقاطعة بثمارها ووجودهم على الإنترنت مثل نزولهم للشارع.

Scroll to Top