«المحلي أحلى» من «السوشيال ميديا» إلى كشك أبو حجر

محمد حجر

كشك صغير يقع بالحي الأول في مدينة الشيخ زايد تعلوه يافطة مكتوب عليها «أبو حجر»، بداخله يقف رجل في السابعة والثلاثين من عمره يُدعى محمد حجر، ممتنعًا عن بيع المنتجات الأجنبية منذ بداية حملة المقاطعة، مستعيضًا عنها بالمنتجات المحلية التي زاد الإقبال عليها في الفترة الأخيرة، معللًا: «الناس ملهاش نفس تاكل من إيد الصهاينة حاجة وبقت واعية وعارفة الشركة والشركات اللي اشترتها بقوا يقولوا لا يا باشا فيروز في المقاطعة عشان مشترياها بيبسي أو ليها أسهم فيها».

في البداية لم يكن «محمد» متابعًا جيدًا للأحداث، ولكن أثناء تصفحه لمواقع التواصل الاجتماعي في يوم قصف مستشفى المعمداني صادفه منشور لأحد العناصر الصهيونية يسخر من النيران المشتعلة في غزة مدونًا «غزة منورة»، حينها شعر بالقهر وطلب من أحد الشباب طباعة لوحة تنص على أنه لا يبيع منتجات صهيونية ووضعها على ثلاجة المشروبات الغازية، متفاجئًا بعدها بنشر رواد مواقع التواصل لصورته بجوار هذه اللوحة التي نالت إعجاب وتقدير الكثيرين.

ويرى «حجر»، أن المقاطعة فرصة ذهبية له وللسوق المصرية؛ حيث زاد الإقبال على المنتجات المحلية بشكل غير مسبوق إلى درجة أنها أصبحت غير متوفرة، فبالرغم من تعاقده مع شركة «سبيرو سباتس» منذ ٤ سنوات إلا أنه يعاني الآن من توفير المنتج لديه، وعندما يأتي مندوب التوزيع يعطيه «10 شرينكات» فقط حتى يتمكن من التوزيع على باقي الأكشاك والمحلات، على عكس المنتجات الأجنبية التي يقول عنها: «مركونة عندي في المحل محدش بيشتري منها حاجة من أول الأحداث وعارف إن ممكن ميكونش ليها مرتجع بس عادي مش مهتم دي آخر حاجة ممكن أفكر فيها».

وعن الضغوط التي يتعرض لها، يقول صاحب السابعة والثلاثين عامًا، إن الشركات التي قاطع منتجاتها مثل «بيبسي» من الممكن أن تسحب الثلاجات الخاصة بها من المحل أو تقوم بأي إجراء آخر من هذا النوع، موضحًا أنه تعرض للانتقاد من بعض الناس الذين لا يعجبهم مبدأ المقاطعة والتي من أبرزها تعليق أحدهم قائلًا: «رجعلهم التلاجة بتاعتهم».

«فيها إيه لما تخسر مرة وتتقفل منهم، مش عمال تكسب منها كشركة وكمستثمر بقالك سنين!»، بهذه الكلمات أعرب «ابن الشيخ زايد»، عن تعجبه من البائعين الذين يرفضون المقاطعة خوفًا من الخسارة، مضيفًا أن هناك بعض الناس تعارض المقاطعة بحُجة وجود عمالة مصرية في هذه الشركات، لكنه يرى أن هذا الأمر يخص العمال وهم الذين يقدرون على تحديد مواقفهم والرزاق هو الله سبحانه وتعالى وليس أصحاب هذه الشركات.

Scroll to Top