مدير سوبر ماركت: التخفيضات غرضها تغيير الموقف تجاه المقاطعة
جيل زد تكشف: عروض على منتجات التغذية والتنظيف الداعمة لإسرائيل بنسبة خصم 85%
في ظل التحديات التي تواجهها المتاجر الكبرى نتيجة لحملات المقاطعة التي تستهدف المنتجات الأجنبية، قررت هذه المتاجر الاستجابة بشكل فوري من خلال حملات مضادة لمواجهة هذه التحديات ودعم مبيعاتها تتمثل في تنفيذ عروض وتخفيضات ملفتة للنظر على المنتجات المستهدفة بحملات المقاطعة، وفي هذا التحقيق سنعرف من أصحاب هذه المتاجر الأسباب التي دفعتهم للقيام بعمل هذه العروض، تأثيرها على نسبة المبيعات، وغيرها من المعلومات المتعلقة بالموضوع.
قال عمرو جلال، أحد مديري السوبر ماركت الكبرى، إن سبب العروض والتخفيضات على منتجات المقاطعة يتمثل في تشجيع المستهلكين على شراء هذه المنتجات وتوضيح أن هناك فرصة للحصول على منتجات بأسعار مخفضة، مما يمكن أن يشجع الناس على تجربتها وإعادة النظر في موقفهم تجاه المقاطعة.
وأضاف «جلال»، أن نسبة التخفيض تم وضعها بناءً على دراسة لسعر التكلفة والأسعار السائدة في السوق، مع مراعاة تحقيق جذب المستهلكين، مشيرً إلى أنهم لاحظوا زيادة في مبيعات منتجات المقاطعة بشكل واضح بعد تقديم العروض والتخفيضات؛ حيث تم بيعها بنسبة تصل إلى 50% في بعض الحالات، موضحًا أن منتجات التنظيف والتغذية كانت أكثر المنتجات تأثرًا بالمقاطعة؛ لذلك كانت التخفيضات عليها بنسبة تصل إلى 85%.
«احنا مقاطعين بس زينا زي كل الناس اللي في مجالنا، الشركات مبتاخدش البضاعة ولازم تتشال عشان تفضي مكان للمنتج المصري»، بهذه الكلمات بررت آية زكريا، صاحبة سوبر ماركت «آل موسى» بمحافظة بور سعيد، العروض التي تصل إلى 15% على جميع المنتجات الأجنبية التي لديها، مضيفةً أن هذه العروض تمثل خسارة كبيرة لها ولكنها راضيةً بذلك حتى تتخلص منها، مؤكدةً أنها بعد نهاية هذا العرض لن تبيعها مرةً أخرى.
وأضافت «زكريا»: «نفسي الناس تعتبر البضاعة دي عندهم في البيت وخلاص اشتروها فطبيعي هيستعملوها لحد ما تخلص وينتهي الحوار على كده»، راجيةً أن يساعدها الناس في التخلص من منتجات المقاطعة لتستبدلها بالمنتج المصري، مؤكدةً أن المقاطعة فرصة لن تُعوض لانتشار المنتج المحلي وانتعاش الاقتصاد.
وذكر محمود التهامي، صاحب سوبر ماركت، أنه يضع منتجات المقاطعة التي لديه في المخازن ولن يشتريها مرةً أخرى، مضيفًا أن المتاجر التي قامت بعمل عروض على منتجات المقاطعة لاحظت فروقًا ظاهرة في البيع بنسبة تصل إلى 60% خاصةً في أماكن تواجد الطلاب مثل الجامعات والمدارس الذي يفضلون شراء «الشيبسي» و«البيبسي».
«التجار متقدرش تحجز منتج أو تمتنع عن بيعه لأن هو كده كده خلاص اشتراه لكن ممكن ما يشتريش جديد»، بهذه الكلمات برر «التهامي»، أسباب استمرار المتاجر في بيع منتجات المقاطعة، وقيامها بعمل عروض لإعادة جذب المستهلكين، مضيفًا أن انخفاض نسبة المبيعات أثرت على الأرباح.
في السياق ذاته، قال أحد العاملين بسوبر ماركت «ر»، أنهم قاموا بعمل عروض على منتجات مسحوق المقاطعة مثل «Tide و Ariel» بنسبة تتراوح من 10% إلى 15%، ومنتجات النسكافيه بنسبة تصل إلى حوالي 16%، ومنتجات شركة نستله بنسبة حوالي 11%.
كما رصدت «جيل زد» قيام سلسلة متاجر (ج.م)، بعمل تصفيات على منتجات المقاطعة مثل منتجات العناية بالشعر من 10% إلى 15%، وشراء منتج كوكاكولا +1 مجانًا بسعر حوالي 7.25 بدلًا من 10 جنيهات، مستعينًا بجملة «مصرية 100% وجودة مصرية» للتسويق لمنتجاته المصرية وتشجيع المستهلكين على شرائها.
وأشار علاء محمد، أحد العاملين بالمتاجر التسويقية الكبرى بمحافظة القاهرة، إلى أنهم قاموا بعمل عروض على «Ariel و Tide» بنسبة تصل إلى 85%، مخفضين سعر شاي «ليبتون» بنسبة 90%، ورغم ذلك لم يتم الإقبال عليهم ولم ينجحوا في تغيير مواقف الناس من منتجات المقاطعة.
ولفت عبد العزيز كرم، أحد العاملين بسوبر ماركت بمدينة السلام، إلى أن سعر عبوة «إريال» 6.5 كيلو التي كان سعرها في فترات ما قبل المقاطعة 437 جنيهًا وصل بعد الحملة إلى 358 جنيهًا فقط، ومسحوق «برسيل» العبوة الـ 6 كليو والتي كان سعرها قبل حملة وقف شراء المنتجات 350 جنيهًا ووصل بعد الحملة إلى 285 جنيهًا، ذاكرًا أن الأمر وصل ببعض الشركات بخفض الأسعار لأكثر من النصف تقريبًا وعلى سبيل المثال «برفان مادونا» 100ملم والذي كان سعره قبل فترة المقاطعة 529 جنيهًا ليسجل سعره بعد المقاطعة 199 جنيهًا، بتراجع يقدر بـ 330 جنيهًا.
وأضاف «كرم»، أن الشركات الكبرى لم تكتفِ بتقديم عروض بيعية ولكن لجأت أيضًا للمرة الأولى، بوقف مؤقت لتحصيل قيمة البضائع التي يتم توزيعها على التجار، بعد أن رفض بعضهم تنزيل منتجات جديدة من مندوبي الشركات وهو ما أدى لمخاطبة الموزعين الشركات الأم، والتي كان ردها بتقديم تسهيلات جديدة وهي إنزال البضائع للموردين دون الحصول على أموال لحين بيع البضائع الموجودة لديهم.
وأوضح محمود صلاح، صاحب سلسلة متاجر سوبر ماركت، أنه كان مضطرًا إلى تخفيض أسعار منتجات المقاطعة بنسبة تصل إلى 20% حتى يتخلص منها، مضيفًا أنه متعاطفًا مع أطفال غزة لكنه قد دفع في هذه المنتجات الكثير من المال وليس عدلًا أن تظل متروكة هكذا، مؤكدًا أنه إذا تخلص منها لن يشتريها ثانيةً وسيحرص على بيع المنتجات المصرية فقط.
«كده كده فيه عقود بيني وبين شركات المقاطعة ولازم ألتزم بيها، العميل هو اللي بيحكم ساعتها هو هيقاطع أو ميقاطعش»، بهذه الكلمات أوضح الأستاذ ياسر مفتاح، مدير الفرع الرئيسي لسوبر ماركت «المحلاوي»، مدى التزامه بالعقود مع شركات المقاطعة، وأن التخفيضات على هذه المنتجات ليس لها علاقة بالحرب المضادة ولكنه يعمل أكثر على نظرية العرض والطلب، مشيرًا إلى أن نسبة أرباح مجموعة فروع المحلاوي لم تتأثر بالمقاطعة ولكن زاد الإقبال على المنتج المصري بنسبة 80%.
وأكد الأستاذ أحمد سعيد، مدير إحدى فروع السوبر ماركت، أن إدارة السوبر ماركت قامت بتوزيع نشرة لجميع الفروع بسحب جميع منتجات المقاطعة منها واسترجاعها إلى شركاتها، بسبب عدم إقبال المستهلكين على هذه المنتجات ودعمهم المباشر للمنتجات المصرية، مما أدى إلى انخفاض كبير في نسبة أرباحهم.
وأشاد مدير إحدى فروع السوبر ماركت باستثمارات تركية بزيادة الطلب على المنتجات المصرية بنسبة حوالي من 70% إلى 75%، مؤكدًا أن التخفيضات على المنتجات المستوردة ليس لها علاقة بمحاربة المقاطعة ولكن الإدارة الرئيسية هي التي تضع خطة العروض لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر على الأقل، مضيفًا أن وجود هذه المنتجات لفترة طويلة لا يؤثر علي الأرباح لأنهم سيقومون باسترجاعها ولكن لن يعودوا إلى طلب طلبيات جديدة من هذه الشركات.