خريطة المنتجات المحلية.. كل البدائل «من أجل غزة»

صورة أرشيفية
أساتذة اقتصاد: سياسة الجودة والتسعير الجيد فرصة للمنتجات المصرية لتصدر سوق الاستهلاك

منذ بدء هجوم الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وشن الحرب على أهاليها في السابع من أكتوبر الماضي، ظهرت  العديد من حملات المقاطعة لجميع المنتجات الإسرائيلية والأمريكية في الدول العربية خاصة مصر، تنديداً بجرائم الاحتلال الغاشمة ووحشيته في قتل المدنيين والأطفال والنساء، مما توجهت جميع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعرض المنتجات المصرية التي تفي الغرض من المنتجات الإسرائيلية المعتاد استعمالها. 

ونتيجة هذه المقاطعة، ظهر العديد من الشركات المصرية التي لم يتم استعمال منتجاتها إلا في بعض المتاجر القليلة، وبدأت تنتشر منتجاتها في السوق المحلي بعد زيادة الطلب عليها من الزبائن، مما سنحت الفرصة لهم بتوسيع دائرة توزيع المنتجات وتحقيق أرباح بشكل كبير، لذلك سوف نتعرف في هذا التحقيق على أهم المنتجات المصرية التي تحتاجها الأسرة المصرية يومياً، وكيفية تحقيق تلك الشركات مكاسب كبرى بعد المقاطعة. 

شركة «نضال» للعصائر الجاهزة والتي تم إنشاؤها منذ 6 سنوات، وصرح أحمد مصطفى مسئول مبيعات في الشركة، أن الشركة تقوم بتصدير المنتج في الكثير من الدول الخارجية مثل: تونس، والمغرب، والكاميرون، وليبيا، وبنجلاديش، وغيرها، كما أن الشركة بدأت بتوزيع المنتج في السوق المحلي في الأيام القليلة الماضية بعد إعلان مقاطعة المنتجات الأجنبية والإسرائيلية. 

شركة «ساڤو» لإنتاج مسحوق الغسيل، وتعتبر أقدم شركة مصرية في هذا المجال، إذ تم إنشاؤها عام 1946م وكانت من أكبر الشركات المنافسة في هذا الوقت، وأوضح خالد عبد المنعم، مدير مبيعات شركة ساڤو، لـ«جيل زد» أن الشركة لم تعد تقدم الكثير من الإعلانات بسبب التكلفة العالية للإعلانات، وأن أهم إعلانات شركة ساڤو ظهرت خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وقدمت من خلال أبرز الفنانين والمعنيين مثل، نرمين الفقي، وحمدي بتشان، وسحر على، وغيرهم، مشيراً أنه زادت مبيعات شركة ساڤو بنسبة 40% تقريباً منذ بداية المقاطعة واستخدام المنتجات المصرية.

شركة «Maximo Egypt» واحدة من الشركات المصرية لصناعة مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، وقال محمد أشرف، رئيس مجلس الإدارة، إن الشركة تم افتتاحها عام 2019م، وواجه العديد من الصعوبات في البداية بسبب عدم إقبال الناس لشراء منتج مكتوب عليه «صنع في مصر»، لكن بعد المقاطعة زاد الطلب على المنتجات وزادت مبيعات الشركة. 

أفادت أميرة نجيب، مدير القطاع الشمالي لشركة طنطا للزيوت والصابون، وهي الشركة الوكيلة عن 3 شركات مصرية (نقاء- إيڤورا- صافي) مسئولين عن تصنيع المياه المعدنية في مصر، بمعلومات عن مبيعات الثلاث الشركات خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرة أن نسبة المبيعات زادت بنسبة 100% تقريباً لكل من شركتي نقاء وإيڤورا، بينما شركة «صافي» زادت مبيعاتها بنسبة 70%، كما أنهم بدءوا بتوريد المياه المعدنية لعدد كبير من المطاعم والكافيهات الكبرى والشركات المصرية التي وقفت التعامل مع شركات المياه المعدنية الأجنبية، مضيفة أنهم يستطيعون تلبية جميع طلبات التوزيع على مستوى مصر. 

بينما ذكرت بسمة الحسيني كول سنتر «Arabian restaurant & cafe»، وهو مطعم وكافيه في الشيخ زايد والحي المتميز أمام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا،  حيث يقوم بعمل وجبات مصرية، بجانب عصير فريش وآيس كوفي بديل لستاربكس بسعر 40 جنيه مصري ، وتم إنشاء المطعم منذ 5 سنوات لكن لم يكن عليه اقبال كثيراً مثل هذه الآونة، مضيفة أن المنتج لم يختلف كثيراً عن ستار بكس، وأنهم في محاولة دائمة في تقديمه في أحسن صورة وتطوير المنتج، مشيرة أن الكافية يستخدم منصة فيسبوك للتسويق عنه.

مضيفة أن الكافيه منذ إنشائه حتى الآن وفر فرص عمل للشباب، وهم حالياً في حالة تأهب لاستقبال العديد من الشباب للتوظيف، موضحة أن الإدارة على استعداد لإنشاء فروع أخرى في محافظات مصر، كما أنهم وفروا خدمات توصيل للمشتري خلال طرح أرقام خاصة على منصة فيسبوك، مشيرة أن المطعم ليس لديه نية لزيادة الأسعار استغلالاً للازمة الاقتصادية أو تغيير تصميم المنتج.

المقاطعة فرصة

وفي إطار المقاطعة، أوضحت الدكتورة داليا رشدي، مدرس في كلية اقتصاد وعلوم سياسية بجامعة القاهرة، أن فكرة مقاطعة المنتجات الأجنبية المستعملة في مصر بمثابة فرصة لنجاح المنتجات المصرية الناشئة لم تتكرر كثيراً، والتي تسمح لهم بالمنافسة بقوة، لا سيما مع الإقبال الشعبي وزيادة الطلب على المنتجات المصرية، كما أن استمرار المقاطعة تعطي الفرصة لتطوير المنتجات المصرية وإعادة تدويرها والاعتماد عليها.

وأضافت الدكتورة داليا، أن الشركات المصرية تحتاج أن تضع استراتيجية طويلة الأمد نسبياً، تعمل فيها على إعادة تدوير المنتج ورفع كفاءته أكثر مما عليه، حتى وإن كانت قديمة جداً، وتحقق صفة تميز المنتج من خلال الجودة والمصداقية مقارنة بالمنتجات المشابهة، بالإضافة إلى تزويد العمالة التي تحتاجها في المرحلة المقبلة وعمل خطة تسويقية متقاربة مع خطة المنتجات المنافسة الكبرى للوصول إلى أكبر عدد ممكن من مراكز البيع. 

وأشارت داليا رشدي، أن مقاطعة الشركات العالمية الأجنبية في مصر لها تأثير سلبي على الجانب الأخر، بسبب عدم تسويق منتجاتهم وبياعها في الأسواق، ويمكن أن ينتج عنه تسريح لعدد من العمالة وتأثرها بشكل سيء آثر فقدان وظائفهم، مؤكدة أن تَعثُر الشركات الكبيرة وحدوث الأزمات الاقتصادية فيها لن يتم إلا بعد استمرار المقاطعة لفترة طويلة الأمد. 

الجيل واع

صرح محمد عبد العاطي، رائد الأعمال والتجارة الإلكترونية، أن المقاطعة لها أثر كبير على اهتمام الجيل الجديد بالمنتجات المصرية، إذ تحولت اتجاهاته من شراء المنتج الموجود في السوق والمسلم به إلى طلب المنتجات المصرية لشرائها وعدم الإقبال على المنتجات الأجنبية، مشيراً أن الناس جميعاً أصبح عندهم وعي تجاه المنتجات المصرية والمستوردة، حيث يقوم بالبحث عن المنتجات قبل شرائها.

وذكر عبد العاطي، أنه كان يوجد منتجات لم تكن معروفة من قبل، على الرغم من وجودها منذ سنوات مثل سبيرو سباتِس، كما أقترح أن شركة سيبرو عليها تغيير اسم المنتج لصعوبة نطقه لدى بعض الناس، حتى يساعد في تداول اسم المنتج وسهولة بيعه، مشيراً أن منتج سبيرو سباتِس حظى بشهرة كبيرة على نطاق واسع على مستوى مصر.

أفاد محمد، أن هناك العديد من الطرق وأساليب الدعاية التي تزيد من معرفة الناس بالمنتج المصري والإقبال عليه، لا سيما استخدام منصات التواصل الاجتماعي في الدعاية كأشهر وأسرع وسيلة للوصول للناس، ضارباً مثال بطريقة دعاية سيبرو سباتِس فى استخدام صور للفنان محمد سلام الذي أصبح حديث الناس في الآونه الأخيرة بسبب دعمه للقضية الفلسطينية، مشيراً أن من ضمن أساليب الدعاية الناجحة هي استخدام شخص محبوب لدى الجمهور للدعاية عن المنتج، بجانب تحسين جودة المنتجات المصرية لزيادة الإقبال عليها، وأقترح استغلال نسبة الأرباح في تحسين جودة المنتجات، وإنشاء فروع أخرى، أو شراء مكن جديدة وتوفير فرص عمل للشباب كل ذلك يقع على عاتق جودة المنتج.

Scroll to Top