قهرت معادلة «اللاممكن»
رسمت هوية لحياتها بتركها للآراء السلبية، وخطت خطوة لعالم أفضل، هذه قصة فتاة استطاعت أن تأخذ من العنصرية لوناً يزين حياتها ويزخرف طريقها، إنها بنت محافظة القاهرة روان عمرو قائدة فريق «Gangster girls»، تخرجت من كلية تجارة جامعة عين شمس، من مواليد 2000.
لم تكترث صاحبة الثلاثة والعشرين عاماً، لما تداول عن رياضة الألعاب الإلكترونية، أنها للشباب فقط، حيث كانت أولى خطواتها عام 2010 أي منذ نعومة أظافرها لأجل الترفيه، وكان لديها ميول تجاه ألعاب التصويب، سباق السيارات، وستوري مود، وألعاب الأونلاين والأوفلاين، في بداية الأمر كانت تفضل اللعب على PC، ثم Xbox، Playstation.
لكن تغير تفكير الطفلة البالغة العشر سنوات تجاه هذه الألعاب ورأت أن رياضة الألعاب الإلكترونية ليست وسيلة للترفيه بل هواية تمتلكها، كأنها خُلَقت لتصبح لاعبة إلكترونية، بدأت رحلتها منذ خمس سنوات، حيث لعبت Pubg mobile أو PC وانضمت لكلان EG لنور وباذان أول ستريمر لمحتوى Pubg في مصر.
وبعد انفصالها عن EG، اتجهت للعب مع أصدقائها وفازت على فريق دو، وبدأت الدخول إلى كلانات دول الخليج، وانضمت لكلان 963 أول فريق مصري بنات وحققوا مكاسب عديدة، وشاركوا في بطولة ريد بول مصر ضد فريق PMPL للشباب، وفريق PMCO للشباب، وحصدوا المركز الثالث، وانفصلت عن الفريق.
لم يصاحب التطور التكنولوجي، تطورا في عدة مجالات فقط، بل أصبح العالم قرية كونية واحدة، حيث شاء القدر أن يجمع بين خمس فتيات من مختلف الدول العربية، «روان ، شيماء ، ولوجي من مصر – وكلارا من العراق – ريم ، ورهف من السعودية»، يحملون اسم «Arab Golden Angels» التابع لمملكة المغرب.
وشارك الفريق في العديد من البطولات الرسمية وغير الرسمية، منها بطولة Pmewl، التابعة لـ Pubg وكان الفريق العربي الوحيد الذي استطاع الوصول للنهائي، وصعد لنهائي في بطولة HRRS الرسمية ممثلة السعودية، وصعد للنهائي مرة أخرى في بطولة GGC الرسمية.
بجانب البطولات غير الرسمية فهي والفريق يقومون باللعب لمدة ثلاثة أو أربعة أيام مقابل مبلغ مالي صغير مقارنة بالبطولات الرسمية التي تقوم بها الفرق باللعب لمدة شهر أو شهرين، وخلال هذا العام وقع الفريق عقداً مع منظمة «Gangster» العراقية، وقريبا سوف يحصل الفريق على التشيرتات الخاصة بهم لتصوير بوستر للإعلان عنهم، تحت اسم «Gangster girls»، تحت قيادة روان.
لم تسلم «بنت القاهرة» من التعليقات السلبية كونها فتاة، وعدم ٳلمام الجمهور بهذه الرياضة، لكن بدعم خطيبها وأصدقائها استطاعت مجابهة الأمر، كما واجهت معارضة من عائلتها ٳلا أنهم وافقوا عليها عندما علموا أنه مجال يحقق ربحاً، وليس مجال لٳهدار الوقت.
ومن التحديات التي تواجهها، هي قيام قلة من الدول دون مصر بالاهتمام بفرق البنات، وعدم تلقي فرق البنات الدعم المادي والاهتمام من منظمات الألعاب مقارنة بالشباب، مثل فريق «ريجون تركيا»، وفريق «غالاتاسراي التركي» الذي يتوفر له لوازم للعب، منزل للتدريب، مدرب، ومدير ينظم جدول مواعيد الفريق.
هذه الأمور ليست متوفرة لدى البنات مما يشكل لديهم ضغطاً بين اللعب وبين تنظيم جدول المواعيد وضغط الحياة الواقعية، وعدم وجود مدرب يصحح الأخطاء، وعدم تلقي البنات فرصة للعب مع ستريمات الشباب لاعتقادهم أن هذا المجال ليس للبنات.
ومما لا شك فيه أن الألعاب الٳلكترونية سلاح ذو حدين بجانب البعد الترفيهي، يوجد بعد سلبي أخر مثل محاولة ٳقناع الآخرين بميولها لهذا المجال، ومحاولة ٳثبات كيانها، واستطاعت فعل ذلك خلال مشاركتها في البطولات الرسمية وغير الرسمية، التي أصبحت مصدر دخل، بجانب اختلاف تفكير البنين عن البنات.
وتهدف روان لتشكيل فريق لديه هدف لتحقيق البطولات، وأن تصبح ستريمر للألعاب، وٳناره عقل الآخرين بهذا المجال، وصرحت أن فريقها قادر على المنافسة وسط فرق الشباب ٳذا توفر لديها الدعم المناسب.
كما شاركت في مسابقات فردية، وتفضل اللعب الفردي أمام فريق، عن فرد أمام فرد، وتقوم باللعب في اليوم أكثر من اثنتي عشرة ساعة في اليوم مع الفريق للاستمتاع أو للتدريب مع مراعاة الدراسة، إضافة إلى قيام البطولة في المساء في تمام الساعة التاسعة أو العاشرة.